( وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ) اى : لا تمنن على الناس بما أسديت إليهم من النعم الدينية والدنيوية. فتتكثر بتلك المنة، وترى لك [الفضل] عليهم بإحسانك المنة. بل أحسن إلى الناس مهما أمكنك . وانس [عندهم] إحسانك . ولا تطلب أجره إلا من الله تعالى واجعل من أحسنت إليه وغيره على حد سواء.
وقد قيــل: إن معنى هذا، لا تعط أحدا شيئا، وأنت تريد أن يكافئك عليه بأكثر منه، فيكون هذا خاصا بالنبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
( وَلِرَبِّكَ فَاصْبِر ) اى : احتسب بصبرك. واقصد به وجه الله تعالى . فامتثل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأمر ربه، وبادر إليه، فأنذر الناس، وأوضح لهم بالآيات البينات جميع المطالب الإلهية، وعظم الله تعالى . ودعا الخلق إلى تعظيمه . وطهر أعماله الظاهرة والباطنة من كل سوء، وهجر كل ما يبعد عن الله من الأصنام وأهلها، والشر وأهله، وله المنة على الناس ـ بعد منة الله ـ من غير أن يطلب منهم على ذلك جزاء ولا شكورا . وصبر لله أكمل صبر . فصبر على طاعة الله . وعن معاصي الله . وعلى أقدار الله المؤلمة . حتى فاق أولي العزم من المرسلين . صلوات الله وسلامة عليه وعليهم أجمعين.
[8 ـ 10] ( فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ ۞ فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ ۞ عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ )
اى : فإذا نفخ في الصور للقيام من القبور، وجمع الخلق للبعث والنشور.
( فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ )
لكثرة أهواله وشدائده.
( عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ )
لأنهم قد أيسوا من كل خير، وأيقنوا بالهلاك والبوار. ومفهوم ذلك أنه على المؤمنين يسير . كما قال تعالى:
( يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ ).
[11 ـ 31]
(( ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا ۞ وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا ۞ وَبَنِينَ شُهُودًا ۞ وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا ۞ ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ ۞ كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا ۞ سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا ۞ إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ ۞ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ۞ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ۞ ثُمَّ نَظَرَ ۞ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ۞ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ ۞ فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ ۞ إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ ۞ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ ۞ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ ۞ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ ۞ لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ۞ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ۞ وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ))
هذه الآيات. نزلت في الوليد بن المغيرة . معاند الحق . والمبارز لله ولرسوله بالمحاربة والمشاقة . فذمه الله ذما لم يذمه غيره . وهذا جزاء كل من عاند الحق ونابذه . أن له الخزي في الدنيا . ولعذاب الآخرة أخزى، فقال:
(( ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا ))
اى : خلقته منفردا . بلا مال ولا أهل . ولا غيره . فلم أزل أنميه وأربيه .
((وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا))
اى: كثيرا (و ) جعلت له (بنين)
اى: ذكورا ( شُهُودًا )
اى: دائما حاضرين عنده، [على الدوام] يتمتع بهم . ويقضي بهم حوائجه. ويستنصر بهم.
( وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا )
اى: مكنته من الدنيا وأسبابها. حتى انقادت له مطالبه. وحصل على ما يشتهي ويريد. ( ثُمَّ ) مع هذه النعم والإمدادات
( يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ )
اى: يطمع أن ينال نعيم الآخرة كما نال نعيم الدنيا.
( كَلَّا)
اى: ليس الأمر كما طمع. بل هو بخلاف مقصوده ومطلوبه، وذلك لأنه
( كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا)
اى: معاندا، عرفها ثم أنكرها. ودعته إلى الحق فلم ينقد لها ولم يكفه أنه أعرض وتولى عنها . بل جعل يحاربها ويسعى في إبطالها، ولهذا قال عنه:
( إِنَّهُ فَكَّرَ) [أي:] في نفسه ( وَقَدَّرَ ) ما فكر فيه. ليقول قولا يبطل به القرآن.
(فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ )
لأنه قدر أمرا ليس في طوره، وتسور على ما لا يناله هو و [لا] أمثاله، {ثُمَّ نَظَرَ} ما يقول. (ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ )
في وجهه. وظاهره نفرة عن الحق وبغضا له .
( ثُمَّ أَدْبَرَ ) اى: تولى ( وَاسْتَكْبَرَ ) نتيجة سعيه الفكري والعملي والقولي أن قال:
( إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ)
أي: ما هذا كلام الله . بل كلام البشر. وليس أيضا كلام البشر الأخيار . بل كلام الفجار منهم والأشرار . من كل كاذب سحار.
فتبا له . ما أبعده من الصواب. وأحراه بالخسارة والتباب!!
كيف يدور في الأذهان . او يتصوره ضمير كل إنسان . أن يكون اعلى الكلام وأعظمه . كلام الخالق العظيم. الماجد الكريم. يشبه كلام المخلوقين الفقراء الناقصين ؟؟!!
ام كيف يتجرأ هذا الكاذب العنيد . على وصفه كلام المبدئ المعيد.
فما حقه إلا العذاب الشديد والنكال . ولهذا قال تعالى:
( سَأُصْلِيهِ سَقَرَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ )
اى: لا تبقي من الشدة، ولا على المعذب شيئا إلا وبلغته.
( لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ) اى: تلوحهم [وتصليهم] في عذابها . وتقلقهم بشدة حرها وقرها.
( عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ )
من الملائكة. خزنة لها، غلاظ شداد . لا يعصون الله ما أمرهم . ويفعلون ما يؤمرون.
( وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً )
وذلك لشدتهم وقوتهم.
( وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا )
يحتمل أن المراد: إلا لعذابهم وعقابهم في الآخرة . ولزيادة نكالهم فيها . والعذاب يسمى فتنة . [كما قال تعالى ]: ( يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ )
ويحتمل أن المراد: أنا ما أخبرناكم بعدتهم . إلا لنعلم من يصدق ومن يكذب، ويدل على هذا ما ذكر بعده في قوله: ( لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا )
فإن أهل الكتاب . إذا وافق ما عندهم وطابقه . ازداد يقينهم بالحق . والمؤمنون كلما أنزل الله آية. فآمنوا بها وصدقوا ازداد إيمانهم .
( وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ )
اى : ليزول عنهم الريب والشك. وهذه مقاصد جليلة . يعتني بها أولو الألباب، وهى السعى فى اليقين . وزيادة الإيمان في كل وقت. وكل مسألة من مسائل الدين. ودفع الشكوك والأوهام التي تعرض في مقابلة الحق، فجعل ما أنزله الله على
وقد قيــل: إن معنى هذا، لا تعط أحدا شيئا، وأنت تريد أن يكافئك عليه بأكثر منه، فيكون هذا خاصا بالنبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
( وَلِرَبِّكَ فَاصْبِر ) اى : احتسب بصبرك. واقصد به وجه الله تعالى . فامتثل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأمر ربه، وبادر إليه، فأنذر الناس، وأوضح لهم بالآيات البينات جميع المطالب الإلهية، وعظم الله تعالى . ودعا الخلق إلى تعظيمه . وطهر أعماله الظاهرة والباطنة من كل سوء، وهجر كل ما يبعد عن الله من الأصنام وأهلها، والشر وأهله، وله المنة على الناس ـ بعد منة الله ـ من غير أن يطلب منهم على ذلك جزاء ولا شكورا . وصبر لله أكمل صبر . فصبر على طاعة الله . وعن معاصي الله . وعلى أقدار الله المؤلمة . حتى فاق أولي العزم من المرسلين . صلوات الله وسلامة عليه وعليهم أجمعين.
[8 ـ 10] ( فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ ۞ فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ ۞ عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ )
اى : فإذا نفخ في الصور للقيام من القبور، وجمع الخلق للبعث والنشور.
( فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ )
لكثرة أهواله وشدائده.
( عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ )
لأنهم قد أيسوا من كل خير، وأيقنوا بالهلاك والبوار. ومفهوم ذلك أنه على المؤمنين يسير . كما قال تعالى:
( يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ ).
[11 ـ 31]
(( ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا ۞ وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا ۞ وَبَنِينَ شُهُودًا ۞ وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا ۞ ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ ۞ كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا ۞ سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا ۞ إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ ۞ فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ۞ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ۞ ثُمَّ نَظَرَ ۞ ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ ۞ ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ ۞ فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ ۞ إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ ۞ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ ۞ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ ۞ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ ۞ لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ۞ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ۞ وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ))
هذه الآيات. نزلت في الوليد بن المغيرة . معاند الحق . والمبارز لله ولرسوله بالمحاربة والمشاقة . فذمه الله ذما لم يذمه غيره . وهذا جزاء كل من عاند الحق ونابذه . أن له الخزي في الدنيا . ولعذاب الآخرة أخزى، فقال:
(( ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا ))
اى : خلقته منفردا . بلا مال ولا أهل . ولا غيره . فلم أزل أنميه وأربيه .
((وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا))
اى: كثيرا (و ) جعلت له (بنين)
اى: ذكورا ( شُهُودًا )
اى: دائما حاضرين عنده، [على الدوام] يتمتع بهم . ويقضي بهم حوائجه. ويستنصر بهم.
( وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا )
اى: مكنته من الدنيا وأسبابها. حتى انقادت له مطالبه. وحصل على ما يشتهي ويريد. ( ثُمَّ ) مع هذه النعم والإمدادات
( يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ )
اى: يطمع أن ينال نعيم الآخرة كما نال نعيم الدنيا.
( كَلَّا)
اى: ليس الأمر كما طمع. بل هو بخلاف مقصوده ومطلوبه، وذلك لأنه
( كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا)
اى: معاندا، عرفها ثم أنكرها. ودعته إلى الحق فلم ينقد لها ولم يكفه أنه أعرض وتولى عنها . بل جعل يحاربها ويسعى في إبطالها، ولهذا قال عنه:
( إِنَّهُ فَكَّرَ) [أي:] في نفسه ( وَقَدَّرَ ) ما فكر فيه. ليقول قولا يبطل به القرآن.
(فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ )
لأنه قدر أمرا ليس في طوره، وتسور على ما لا يناله هو و [لا] أمثاله، {ثُمَّ نَظَرَ} ما يقول. (ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ )
في وجهه. وظاهره نفرة عن الحق وبغضا له .
( ثُمَّ أَدْبَرَ ) اى: تولى ( وَاسْتَكْبَرَ ) نتيجة سعيه الفكري والعملي والقولي أن قال:
( إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ)
أي: ما هذا كلام الله . بل كلام البشر. وليس أيضا كلام البشر الأخيار . بل كلام الفجار منهم والأشرار . من كل كاذب سحار.
فتبا له . ما أبعده من الصواب. وأحراه بالخسارة والتباب!!
كيف يدور في الأذهان . او يتصوره ضمير كل إنسان . أن يكون اعلى الكلام وأعظمه . كلام الخالق العظيم. الماجد الكريم. يشبه كلام المخلوقين الفقراء الناقصين ؟؟!!
ام كيف يتجرأ هذا الكاذب العنيد . على وصفه كلام المبدئ المعيد.
فما حقه إلا العذاب الشديد والنكال . ولهذا قال تعالى:
( سَأُصْلِيهِ سَقَرَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ )
اى: لا تبقي من الشدة، ولا على المعذب شيئا إلا وبلغته.
( لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ) اى: تلوحهم [وتصليهم] في عذابها . وتقلقهم بشدة حرها وقرها.
( عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ )
من الملائكة. خزنة لها، غلاظ شداد . لا يعصون الله ما أمرهم . ويفعلون ما يؤمرون.
( وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً )
وذلك لشدتهم وقوتهم.
( وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا )
يحتمل أن المراد: إلا لعذابهم وعقابهم في الآخرة . ولزيادة نكالهم فيها . والعذاب يسمى فتنة . [كما قال تعالى ]: ( يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ )
ويحتمل أن المراد: أنا ما أخبرناكم بعدتهم . إلا لنعلم من يصدق ومن يكذب، ويدل على هذا ما ذكر بعده في قوله: ( لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا )
فإن أهل الكتاب . إذا وافق ما عندهم وطابقه . ازداد يقينهم بالحق . والمؤمنون كلما أنزل الله آية. فآمنوا بها وصدقوا ازداد إيمانهم .
( وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ )
اى : ليزول عنهم الريب والشك. وهذه مقاصد جليلة . يعتني بها أولو الألباب، وهى السعى فى اليقين . وزيادة الإيمان في كل وقت. وكل مسألة من مسائل الدين. ودفع الشكوك والأوهام التي تعرض في مقابلة الحق، فجعل ما أنزله الله على
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات: