تفسير سورة المدثر
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تفسير سورة المدثر تفسير سورة المدثر تفسير سورة المدثر
تفسير سورة المدثر (وهى ) مكيــة تفسير سورة المدثر

‏((1 ـ 7‏))
‏((بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ))
تفسير سورة المدثر ‏(( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ۞ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ۞ وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ۞ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِر‏ )) تفسير سورة المدثر
تقدم أن المزمل والمدثر بمعنى واحد، وأن الله أمر رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالاجتهاد في عبادة الله القاصرة والمتعدية، فتقدم هناك الأمر له بالعبادات الفاضلة القاصرة، والصبر على أذى قومه، وأمره هنا بإعلان الدعوة . والصدع بالإنذار، فقال‏:‏ ‏{‏قُمِ‏}‏ ‏[‏أي‏]‏ بجد ونشاط ‏{‏فَأَنْذِر‏}‏ الناس بالأقوال والأفعال. التي يحصل بها المقصود، وبيان حال المنذر عنه، ليكون ذلك أدعى لتركه، ‏{‏وَرَبَّكَ فَكَبِّر‏}‏ اى :‏ عظمه بالتوحيد . واجعل قصدك في إنذارك وجه الله، وأن يعظمه العباد ويقوموا بعبادته‏.‏
‏{‏وَثِيَابَكَ فَطَهِّر‏}‏ يحتمل أن المراد بثيابه. أعماله كلها، وبتطهيرها تخليصها والنصح بها .وإيقاعها على أكمل الوجوه، وتنقيتها عن المبطلات والمفسدات، والمنقصات من شر ورياء، ‏[‏ونفاق‏]‏. وعجب. وتكبر. وغفلة. وغير ذلك، مما يؤمر العبد باجتنابه في عباداته‏.‏
ويدخل في ذلك تطهير الثياب من النجاسة، فإن ذلك من تمام التطهير للأعمال خصوصا في الصلاة، التي قال كثير من العلماء‏:‏ إن إزالة النجاسة عنها شرط من شروط الصلاة‏.‏
ويحتمل أن المراد بثيابه، الثياب المعروفة .وأنه مأمور بتطهيرها عن ‏[‏جميع‏]‏ النجاسات، في جميع الأوقات. خصوصا في الدخول في الصلوات. وإذا كان مأمورا بتطهير الظاهر، فإن طهارة الظاهر من تمام طهارة الباطن‏.‏
‏( ‏وَالرُّجْزَ فَاهْجُر‏ ) يحتمل أن المراد بالرجز الأصنام والأوثان. التي عبدت مع الله. فأمره بتركها، والبراءة منها ومما نسب إليها من قول أو عمل‏.‏ ويحتمل أن المراد بالرجز أعمال الشر كلها وأقواله. فيكون أمرا له بترك الذنوب. صغيرها وكبيرها ، ظاهرها وباطنها . فيدخل في ذلك الشرك وما دونه‏.‏ 
تفسير سورة المدثر‏( وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ‏ ) تفسير سورة المدثراى :‏ لا تمنن على الناس بما أسديت إليهم من النعم الدينية والدنيوية. فتتكثر بتلك المنة، وترى لك ‏[‏الفضل‏]‏ عليهم بإحسانك المنة. بل أحسن إلى الناس مهما أمكنك . وانس ‏[‏عندهم‏]‏ إحسانك . ولا تطلب أجره إلا من الله تعالى واجعل من أحسنت إليه وغيره على حد سواء‏.‏
وقد قيــل‏:‏ إن معنى هذا، لا تعط أحدا شيئا، وأنت تريد أن يكافئك عليه بأكثر منه، فيكون هذا خاصا بالنبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏.‏
‏( وَلِرَبِّكَ فَاصْبِر‏ ) اى ‏:‏ احتسب بصبرك. واقصد به وجه الله تعالى . فامتثل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأمر ربه، وبادر إليه، فأنذر الناس، وأوضح لهم بالآيات البينات جميع المطالب الإلهية، وعظم الله تعالى . ودعا الخلق إلى تعظيمه . وطهر أعماله الظاهرة والباطنة من كل سوء، وهجر كل ما يبعد عن الله من الأصنام وأهلها، والشر وأهله، وله المنة على الناس ـ بعد منة الله ـ من غير أن يطلب منهم على ذلك جزاء ولا شكورا . وصبر لله أكمل صبر . فصبر على طاعة الله . وعن معاصي الله . وعلى أقدار الله المؤلمة . حتى فاق أولي العزم من المرسلين . صلوات الله وسلامة عليه وعليهم أجمعين‏.‏ 

0 التعليقات: