-وصف النبى صلى الله عليه وسلم ثالث حلقه
ان شاء الله هعمل درس وصف النبى " صلى الله عليه وسلم "على تلات حلقه " الثالث حلقه "
الثــالــث
اليوم نكمل مع الجزء الأخير من سلسلة وصف رسولنا وحبيبنا
وقرة أعيننا
سيدنا " محمد صل الله عليه وسلم :
أترككــم مع الجزِء الأخيرِ
" محمد صل الله عليه وسلم "
صفــــة عقبيـــه
كان رسول صلى الله عليه وسلم منهوس العقبين أي لحمهما قليل.
صفــة قامتــه و طـــوله
عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله " صلى الله عليهوسلم " ربعة من القوم
-أي مربوع القامة : . ليس بالطويل البائن ولا بالقصير، وكان إلى الطول أقرب. وقد ورد عند البيهقي وابن عساكر أنه صلىالله عليه وسلم لم يكن يماشي أحداً من الناس إلا طاله. ولربما اكتنفه الرجلان الطويلان فيطولهما فإذا فارقاه نسب إلى الربعة، وكان إذا جلس يكون كتفه أعلى من الجالس. فكان صلى اللهعليه وسلم حسن الجسم، معتدل الخلق ومتناسب الأعضاء.
صفـــة عــرقه
عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله " صلى الله عليهوسلم " أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ (أى كان صـافياً أبيضــاً مثــل اللؤلؤ)
-وقال أيضاً: ما شممت عنبراً قط ولا مسكاً أطيب من ريح رسولالله " صلى الله عليه وسلم"
- أخرجه البخاري ومسلم واللفظ له. وعن أنس أيضاً قال: دخل علينا رسول الله " صلى الله عليه وسلم"
-فقال (أي نام) عندنا. فعرق وجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت العرق. فاستيقظ النبى" صلى الله عليه وسلم "
-فقال: يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين ! ؟
-قالت: عرق نجعله في طيبنا وهو أطيب الطيب .
-رواه مسلم: وفيه دليل أن الصحابة كانوا يتبركون بآثار النبي "صلى الله عليه وسلم "
-وقد أقر الرسول " صلى الله عليه وسلم " أم سليم على ذلك
-وكان " صلى الله عليه وسلم " إذا صافحه الرجل وجد ريحه
-أي تبقى رائحة النبى " صلى الله عليه وسلم " على يد الرجل الذي صافحه.
-وإذا وضع يده على رأس صبى . فيظل يومه يعرف من بين الصبيان بريحه على رأسه
ما جاء في اعتدال خلقه " صلى الله عليه وسلم "
قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه:- كان رسول الله " صلىالله عليه وسلم "
-معتدل الخلق. بادن متماسك ." سواء البطن والصدر"
-أخرجه الطبراني والترمذي في الشمائل والبغوي في شرح السنة وابن سعد وغيرهم.
-وقال البراء بن عازب رضي الله عنه:-كان رسول الله " صلىالله عليه وسلم " أحسن الناس وجهاً وأحسنهم خلقاً . أخرجه البخاري ومسلم.
الرسول المبارك " صلى الله عليه وسلم " بوصفٍ شامل
-يروى أن الرسول " صلى الله عليه وسلم " وأبا بكر رضى اللهعنه ومولاه ودليلهما0
-خرجوا من مكة ومروا على خيمة امرأة عجوز تسمى (أم معبد)
-كانت تجلس قرب الخيمة تسقي وتطعم . فسألوها لحماً وتمراً ليشتروا منها . فلم يجدوا عندها شيئاً. فنظر رسول الله " صلىالله عليه وسلم " إلى شاة في جانب الخيمة
-وكان قد نفد زادهم وجاعوا. وسأل النبى " صلى الله عليهوسلم " أم معبد: ما هذه الشاة يا أم معبد؟
-قالت: شاة خلفها الجهد والضعف عن الغنم. فقال رسول الله "صلى الله عليه وسلم"
-هل بها من لبن؟ قالت: بأبي أنت وأمي . إن رأيت بها حلباً فاحلبها
-فدعا النبى " صلى الله عليه وسلم " الشاة . ومسح بيده ضرعها . وسمى الله جل ثناؤه ثم دعا لأم معبد في شاتها حتى فتحت الشاة رجليها . ودرت. فدعا بإناء كبير . فحلب فيه حتى امتلأ . ثم سقى المرأة حتى رويت . وسقى أصحابه حتى رووا (أى شبعوا)
- ثم شرب آخرهم. ثم حلب في الإناء مــرة ثانية حتى ملأ الإناء . ثم تركه عندها وارتحلوا عنها. وبعد قليل أتى زوج المرأة (أبو معبد) يسوق عنزاً يتمايلن من الضعف . فرأى اللبن .
-فقال لزوجته: من أين لك هذا اللبن يا أم معبد والشاة عازب (اى الغنم) ولا حلوب فى البيت!
-فقالت: لا والله . إنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا.
-فقال أبو معبد: صفيه لي يا أم معبد
-فقالت: رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة. أبلج الوجه (أى مشرق الوجه)
-لم تعبه نحلة (أى نحول الجسم) ولم تزر به صقلة (أنه ليس بناحلٍ ولا سمين)
-وسيمٌ قسيم (أى حسن وضيء)
-فى عينيه دعج (اى سواد) . وفي أشفاره وطف (طويل شعر العين)
-وفى صوته صحل (بحة وحسن)
-وفى عنقه سطع (طول)
-وفى لحيته كثاثة (كثرة شعر)
-أزج أقرن (حاجباه طويلان ومقوسان ومتصلان)
-إن صمت فعليه الوقار. وإن تكلم سما وعلاه البهاء . أجمل الناس وأبهاهم من بعيد. وأجلاهم وأحسنهم من قريب . حلو المنطق . فصل لا تذر ولا هذر
-" كلامه بين وسط ليس بالقليل ولا بالكثير" :- كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن.ربعة
-" ليس بالطويل البائن ولا بالقصير" :- لا يأس من طول . ولا تقتحمه عين من قصر . غصن بين غصين. فهو أنضر الثلاثة منظراً . وأحسنهم قدراً. له رفقاء يحفون به. إن قال أنصتوا لقوله . وإن أمر تبادروا لأمره. محشود محفود (أى عنده جماعة من أصحابه يطيعونه)
-لا عابس ولا مفند (غير عابس الوجه، وكلامه خالٍ من الخرافة)
-فقال أبو معبد:- هو والله صاحب قريش الذى ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة . ولقد هممت أن أصحبه . ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا.
-وأصبح صوت بمكة عالياً يسمعه الناس . ولا يدرون من صاحبه وهو يقول: جزى الله رب الناس خير جزائه رفيقين قالا خيمتي أم معبد. هما نزلاها بالهدى واهتدت به فقد فاز من أمسى رفيق محمد. حديث حسن قوي أخرجه الحاكم وصححه . ووافقه الذهبي. وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه
-قال:- رأيت رسول الله " صلى الله عليه وسلم " فى ليلة إضحيان . وعليه حلة حمراء. فجعلت أنظر إلى رسول الله "صلى الله عليه وسلم " وإلى ((القمر . فإذا هو عندي أحسن من القمر)) . (( إضحيان هي الليلة المقمرة من أولها إلى آخرها)) .
-وما أحسن ما قيل في وصف الرسول " صلى الله عليه وسلم" وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل. (ثمال: مطعم، عصمة: مانع من ظلمهم ) .
ما جاء في حسن النبى " صلى الله عليه وسلم"
-لقد وصف بأنه كان مشرباً حمرة وقد صدق من نعته بذلك. ولكن إنما كان المشرب منه حمرة ما ضحا للشمس والرياح. فقد كان بياضه من ذلك قد أشرب حمرة . وما تحت الثياب فهو الأبيض الأزهر لايشك فيه أحد ممن وصفه بأنه أبيض أزهر. يعرف رضاه وغضبه وسروره في وجهه وكان لا يغضب إلا لله، كان إذا رضى أو سر إستنار وجهه فكأن وجهه المرآة . وإذا غضب تلون وجهه واحمرت عيناه. فعن عائشة رضي الله عنها
-قالت: (استعرت من حفصة بنت رواحة إبرة كنت أخيط بها ثوب رسول الله " صلى الله عليه وسلم " فطلبتها فلم أقدر عليها. فدخل رسول الله " صلى الله عليه وسلم " فتبينت الإبرة لشعاع وجهه). أخرجه ابن عساكر والأصبهاني فيالدلائل والديلمي في مسند الفردوس كما في الجامع الكبير للسيوطي.
في ختام هذا العرض لبعض صفات الرسول الكريم " صلى اللهعليه وسلم " الخلقية التى هي أكثر من أن يحيط بها كتاب لا بد من الإشارة إلى أن تمام الإيمان بالنبى " صلى الله عليه وسلم "هوالإيمان بأن الله سبحانه وتعالى خلق بدنه الشريف فى غاية الحسن والكمال على وجه لم يظهر لآدمي مثله.
رحم الله حسان بن ثابت رضي الله عنه إذ قال
خلقت مبرءاً من كل عيب ... كأنك قد خلقت كما تشاء
ويرحـــم الله القائل
فهو الذي تم معناه وصورته ... ثم اصطفاه حبيباً باريء النسم
قــف
مـســألة
من المعلوم أن النسوة قطعت أيديهم لما رأين يوسف عليهالسلام إذ إنه عليه السلام أوتى شطر الحسن. فلماذا لم يحصل مثل هذا الأمر مع النبى " صلى الله عليه وسلم" ؟ هل يا ترى سبب ذلك أن يوسف عليه السلام كان يفوق الرسول" صلى اللهعليه وسلم" حسناً وجمالاً؟
الجــــواب
صحيح أن يوسف عليه السلام أوتيشطر الحسن ولكنه مع ذلك ما فاق جماله جمال وحسن النبى " صلى الله عليه وسلم" فلقد نال سيدنا محمد " صلى الله عليه وسلم " صفات كمال البشر جميعاً خلقاً وخلقاً. فهو أجمل الناس وأكرمهم وأشجعهم على الإطلاق وأذكاهم وأحلمهم وأعلمهم... إلخ هذا من جهة، ومنجهة أخرى وكما مر معنا سابقاً أن النبى " صلى الله عليهوسلم " كان يعلوه الوقار والهيبة من عظمة النور الذي كلله اللهتعالى به. فكان الصحابة إذا جلسوا مع النبى " صلى الله عليهوسلم " كأن على رؤوسهم الطير من الهيبة والإجلال فالطير تقف على الشيء الثابت الذي لا يتحرك. وما كان كبار الصحابة يستطيعون أن ينظروا في وجهه ويصفوه لنا لشدة الهيبة والإجلال الذي كان يملأ قلوبهم وإنما وصفه لنا صغار الصحابة، ولهذا السبب لم يحصل ما حصل مع يوسف عليه السلام.
اللهم صل وسلم وبارك وأنعم على عبدك وابن عبدك وابن أمتك، صفوة خلقك وخليلك الرحمة المهداة. نبيك ورسولك الأمين محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي. مادامت السموات والأرض وبقيت الحياة في هذا الكون . منذ أن خلقت الخلق وإلى أن تقوم الساعة .صلاة وسلاماً ترضيك عنا وتليق بقدره الطاهر عندك، وبالقدر الذي أمرت به بقولك الحق:
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً)وأجعلها شاهدة لنا لا علينا،وأغنمنا شفاعته " صلى الله عليهوسلم" يوم البعث وساعة الحشر ويوم يقوم الناس من القبور . ولا تحرمنا لذة النظر إليك. وجواره الكريم في جنة الخلد . صلواتك ربى وسلامك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين ونحن معهم يا رب العالمين.
الثــالــث
اليوم نكمل مع الجزء الأخير من سلسلة وصف رسولنا وحبيبنا
وقرة أعيننا
سيدنا " محمد صل الله عليه وسلم :
أترككــم مع الجزِء الأخيرِ
" محمد صل الله عليه وسلم "
صفــــة عقبيـــه
كان رسول صلى الله عليه وسلم منهوس العقبين أي لحمهما قليل.
صفــة قامتــه و طـــوله
عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله " صلى الله عليهوسلم " ربعة من القوم
-أي مربوع القامة : . ليس بالطويل البائن ولا بالقصير، وكان إلى الطول أقرب. وقد ورد عند البيهقي وابن عساكر أنه صلىالله عليه وسلم لم يكن يماشي أحداً من الناس إلا طاله. ولربما اكتنفه الرجلان الطويلان فيطولهما فإذا فارقاه نسب إلى الربعة، وكان إذا جلس يكون كتفه أعلى من الجالس. فكان صلى اللهعليه وسلم حسن الجسم، معتدل الخلق ومتناسب الأعضاء.
صفـــة عــرقه
عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله " صلى الله عليهوسلم " أزهر اللون كأن عرقه اللؤلؤ (أى كان صـافياً أبيضــاً مثــل اللؤلؤ)
-وقال أيضاً: ما شممت عنبراً قط ولا مسكاً أطيب من ريح رسولالله " صلى الله عليه وسلم"
- أخرجه البخاري ومسلم واللفظ له. وعن أنس أيضاً قال: دخل علينا رسول الله " صلى الله عليه وسلم"
-فقال (أي نام) عندنا. فعرق وجاءت أمي بقارورة فجعلت تسلت العرق. فاستيقظ النبى" صلى الله عليه وسلم "
-فقال: يا أم سليم ما هذا الذي تصنعين ! ؟
-قالت: عرق نجعله في طيبنا وهو أطيب الطيب .
-رواه مسلم: وفيه دليل أن الصحابة كانوا يتبركون بآثار النبي "صلى الله عليه وسلم "
-وقد أقر الرسول " صلى الله عليه وسلم " أم سليم على ذلك
-وكان " صلى الله عليه وسلم " إذا صافحه الرجل وجد ريحه
-أي تبقى رائحة النبى " صلى الله عليه وسلم " على يد الرجل الذي صافحه.
-وإذا وضع يده على رأس صبى . فيظل يومه يعرف من بين الصبيان بريحه على رأسه
ما جاء في اعتدال خلقه " صلى الله عليه وسلم "
قال هند بن أبي هالة رضي الله عنه:- كان رسول الله " صلىالله عليه وسلم "
-معتدل الخلق. بادن متماسك ." سواء البطن والصدر"
-أخرجه الطبراني والترمذي في الشمائل والبغوي في شرح السنة وابن سعد وغيرهم.
-وقال البراء بن عازب رضي الله عنه:-كان رسول الله " صلىالله عليه وسلم " أحسن الناس وجهاً وأحسنهم خلقاً . أخرجه البخاري ومسلم.
الرسول المبارك " صلى الله عليه وسلم " بوصفٍ شامل
-يروى أن الرسول " صلى الله عليه وسلم " وأبا بكر رضى اللهعنه ومولاه ودليلهما0
-خرجوا من مكة ومروا على خيمة امرأة عجوز تسمى (أم معبد)
-كانت تجلس قرب الخيمة تسقي وتطعم . فسألوها لحماً وتمراً ليشتروا منها . فلم يجدوا عندها شيئاً. فنظر رسول الله " صلىالله عليه وسلم " إلى شاة في جانب الخيمة
-وكان قد نفد زادهم وجاعوا. وسأل النبى " صلى الله عليهوسلم " أم معبد: ما هذه الشاة يا أم معبد؟
-قالت: شاة خلفها الجهد والضعف عن الغنم. فقال رسول الله "صلى الله عليه وسلم"
-هل بها من لبن؟ قالت: بأبي أنت وأمي . إن رأيت بها حلباً فاحلبها
-فدعا النبى " صلى الله عليه وسلم " الشاة . ومسح بيده ضرعها . وسمى الله جل ثناؤه ثم دعا لأم معبد في شاتها حتى فتحت الشاة رجليها . ودرت. فدعا بإناء كبير . فحلب فيه حتى امتلأ . ثم سقى المرأة حتى رويت . وسقى أصحابه حتى رووا (أى شبعوا)
- ثم شرب آخرهم. ثم حلب في الإناء مــرة ثانية حتى ملأ الإناء . ثم تركه عندها وارتحلوا عنها. وبعد قليل أتى زوج المرأة (أبو معبد) يسوق عنزاً يتمايلن من الضعف . فرأى اللبن .
-فقال لزوجته: من أين لك هذا اللبن يا أم معبد والشاة عازب (اى الغنم) ولا حلوب فى البيت!
-فقالت: لا والله . إنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا.
-فقال أبو معبد: صفيه لي يا أم معبد
-فقالت: رأيت رجلاً ظاهر الوضاءة. أبلج الوجه (أى مشرق الوجه)
-لم تعبه نحلة (أى نحول الجسم) ولم تزر به صقلة (أنه ليس بناحلٍ ولا سمين)
-وسيمٌ قسيم (أى حسن وضيء)
-فى عينيه دعج (اى سواد) . وفي أشفاره وطف (طويل شعر العين)
-وفى صوته صحل (بحة وحسن)
-وفى عنقه سطع (طول)
-وفى لحيته كثاثة (كثرة شعر)
-أزج أقرن (حاجباه طويلان ومقوسان ومتصلان)
-إن صمت فعليه الوقار. وإن تكلم سما وعلاه البهاء . أجمل الناس وأبهاهم من بعيد. وأجلاهم وأحسنهم من قريب . حلو المنطق . فصل لا تذر ولا هذر
-" كلامه بين وسط ليس بالقليل ولا بالكثير" :- كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن.ربعة
-" ليس بالطويل البائن ولا بالقصير" :- لا يأس من طول . ولا تقتحمه عين من قصر . غصن بين غصين. فهو أنضر الثلاثة منظراً . وأحسنهم قدراً. له رفقاء يحفون به. إن قال أنصتوا لقوله . وإن أمر تبادروا لأمره. محشود محفود (أى عنده جماعة من أصحابه يطيعونه)
-لا عابس ولا مفند (غير عابس الوجه، وكلامه خالٍ من الخرافة)
-فقال أبو معبد:- هو والله صاحب قريش الذى ذكر لنا من أمره ما ذكر بمكة . ولقد هممت أن أصحبه . ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا.
-وأصبح صوت بمكة عالياً يسمعه الناس . ولا يدرون من صاحبه وهو يقول: جزى الله رب الناس خير جزائه رفيقين قالا خيمتي أم معبد. هما نزلاها بالهدى واهتدت به فقد فاز من أمسى رفيق محمد. حديث حسن قوي أخرجه الحاكم وصححه . ووافقه الذهبي. وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه
-قال:- رأيت رسول الله " صلى الله عليه وسلم " فى ليلة إضحيان . وعليه حلة حمراء. فجعلت أنظر إلى رسول الله "صلى الله عليه وسلم " وإلى ((القمر . فإذا هو عندي أحسن من القمر)) . (( إضحيان هي الليلة المقمرة من أولها إلى آخرها)) .
-وما أحسن ما قيل في وصف الرسول " صلى الله عليه وسلم" وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل. (ثمال: مطعم، عصمة: مانع من ظلمهم ) .
ما جاء في حسن النبى " صلى الله عليه وسلم"
-لقد وصف بأنه كان مشرباً حمرة وقد صدق من نعته بذلك. ولكن إنما كان المشرب منه حمرة ما ضحا للشمس والرياح. فقد كان بياضه من ذلك قد أشرب حمرة . وما تحت الثياب فهو الأبيض الأزهر لايشك فيه أحد ممن وصفه بأنه أبيض أزهر. يعرف رضاه وغضبه وسروره في وجهه وكان لا يغضب إلا لله، كان إذا رضى أو سر إستنار وجهه فكأن وجهه المرآة . وإذا غضب تلون وجهه واحمرت عيناه. فعن عائشة رضي الله عنها
-قالت: (استعرت من حفصة بنت رواحة إبرة كنت أخيط بها ثوب رسول الله " صلى الله عليه وسلم " فطلبتها فلم أقدر عليها. فدخل رسول الله " صلى الله عليه وسلم " فتبينت الإبرة لشعاع وجهه). أخرجه ابن عساكر والأصبهاني فيالدلائل والديلمي في مسند الفردوس كما في الجامع الكبير للسيوطي.
في ختام هذا العرض لبعض صفات الرسول الكريم " صلى اللهعليه وسلم " الخلقية التى هي أكثر من أن يحيط بها كتاب لا بد من الإشارة إلى أن تمام الإيمان بالنبى " صلى الله عليه وسلم "هوالإيمان بأن الله سبحانه وتعالى خلق بدنه الشريف فى غاية الحسن والكمال على وجه لم يظهر لآدمي مثله.
رحم الله حسان بن ثابت رضي الله عنه إذ قال
خلقت مبرءاً من كل عيب ... كأنك قد خلقت كما تشاء
ويرحـــم الله القائل
فهو الذي تم معناه وصورته ... ثم اصطفاه حبيباً باريء النسم
قــف
مـســألة
من المعلوم أن النسوة قطعت أيديهم لما رأين يوسف عليهالسلام إذ إنه عليه السلام أوتى شطر الحسن. فلماذا لم يحصل مثل هذا الأمر مع النبى " صلى الله عليه وسلم" ؟ هل يا ترى سبب ذلك أن يوسف عليه السلام كان يفوق الرسول" صلى اللهعليه وسلم" حسناً وجمالاً؟
الجــــواب
صحيح أن يوسف عليه السلام أوتيشطر الحسن ولكنه مع ذلك ما فاق جماله جمال وحسن النبى " صلى الله عليه وسلم" فلقد نال سيدنا محمد " صلى الله عليه وسلم " صفات كمال البشر جميعاً خلقاً وخلقاً. فهو أجمل الناس وأكرمهم وأشجعهم على الإطلاق وأذكاهم وأحلمهم وأعلمهم... إلخ هذا من جهة، ومنجهة أخرى وكما مر معنا سابقاً أن النبى " صلى الله عليهوسلم " كان يعلوه الوقار والهيبة من عظمة النور الذي كلله اللهتعالى به. فكان الصحابة إذا جلسوا مع النبى " صلى الله عليهوسلم " كأن على رؤوسهم الطير من الهيبة والإجلال فالطير تقف على الشيء الثابت الذي لا يتحرك. وما كان كبار الصحابة يستطيعون أن ينظروا في وجهه ويصفوه لنا لشدة الهيبة والإجلال الذي كان يملأ قلوبهم وإنما وصفه لنا صغار الصحابة، ولهذا السبب لم يحصل ما حصل مع يوسف عليه السلام.
اللهم صل وسلم وبارك وأنعم على عبدك وابن عبدك وابن أمتك، صفوة خلقك وخليلك الرحمة المهداة. نبيك ورسولك الأمين محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي. مادامت السموات والأرض وبقيت الحياة في هذا الكون . منذ أن خلقت الخلق وإلى أن تقوم الساعة .صلاة وسلاماً ترضيك عنا وتليق بقدره الطاهر عندك، وبالقدر الذي أمرت به بقولك الحق:
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيماً)وأجعلها شاهدة لنا لا علينا،وأغنمنا شفاعته " صلى الله عليهوسلم" يوم البعث وساعة الحشر ويوم يقوم الناس من القبور . ولا تحرمنا لذة النظر إليك. وجواره الكريم في جنة الخلد . صلواتك ربى وسلامك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين ونحن معهم يا رب العالمين.
الموضوع الأصلي: وصف النبى " صلى الله عليه وسلم " على تلات حلقه " الثالث حلقه " || الكاتب: بالماس اشترونى || المصدر: بالماس اشتروني
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
0 التعليقات: